الاثنين، 26 مايو 2014

درس الفلسفة اولى باك مجزوءة: ما الانسان


مفهوم الرغبة :
المحور الثالث : الرغبة و السعادة
         التحديد المفاهيمي:
الرغبة: هي الميل النفسي نحو موضوع ما واقعيا كان ام متخيلا و الذي يمثل امتلاكه من طرف الذات الإنسانية متعة و لذة او ارتياحا. انها دافع نفسي و جسمي ينتج عن تحققه او عدمه شعور اما سيء ­­­­­) تعاسة ( او)سعادة(  .
السعادة :  في دلالتها اللغوية هي اسم لفعل سعد يسعد سعدا سعادة. و السعادة هي اليمين و هذا المفهوم الذي يعني الخير يشير الى معنين : معنى مادي محسوس يتمثل في الارضاء ومعنى عقلي يتمثل في التدبير و على مستوى فلسفي تتحدث في السعادة كونها "حالة إرضاء تام للذات يتسم بالقوة و الثبات ويتميز عن اللذة للحظتها و عن الفرحة لحركيتها ".
        التحديث الاشكالي :
اذا كانت الرغبة هي ذلك الميل نحو موضوع نفتقر اليه و الذي يمثل امتلاكه مصدر متعة فهل يمكن القول ان امتلاك الانسان لهذا الموضوع يعني تحقيقه للسعادة ؟ هل تحقيق السعادة بتحقيق الرغبات ثابتة و ضرورية ؟ بمعنى اخر هل يشكل إرضاء الرغبات أساس السعادة المنشودة من طرف الانسان ام انه يقود لتحصل اللذة و ليس السعادة؟ الا يمكن القول ان شرط الوصول نحو السعادة هو قهر اللذات الحسية لتطهير النفس من محدودية الملذات الى  فضاء السعادة الروحية الواسع؟
     الاطروحات الفلسفية :
ابيقور : يؤكد هذا الفيلسوف ان تحقيق السعادة رهين ب اشباع اللذات ينبغي على طالب السعادة ان يعتبرها غاية كاملة و ان لا يولي عليها شيئا اخر ما دام ان تحقيقها كفيل بتجنيب الجسم الألم و النفس الاضطراب على اللذات المقصودة لا تتعلق بالجسم فقط بل تشمل النفس كذلك هكذا يربط ابيقور بين السعادة و تحقيق الرغبات لان اللذة التي نجنيها منها هي بداية الحياة السعيدة هي القاعدة التي تنطلق منها في تحديد ما ينبغي اختياره و ما ينبغي تجنبه و هي أخيرا المرجع الذي نلجأ اليه كلما اخذنا الإحساس معيارا للخير الحاصل لنا ولما كانت اللذة خيرا طبيعيا و السعادة اعظم الخيرات فاللذة طريق وجب اتباعه لأنه خير و الألم وجب تجنبه لأنه شر هكذا يرى ابيقور ان الانسان لا يمكنه الظفر بالسعادة الا بغياب الألم و التمتع باللذة.
ديكارت : يرى ديكارت ان علاقة الرغبة بالسعادة هي العلاقة وحدة و تلاؤم فالسعادة او البهجة باعتبارها افضل القيم الأخلاقية الإيجابية التي اقامتها الطبيعة في الانسان تشكل غاية الانسان من امتلاك الرغبات و تحقيقها غير ان ديكارت يلفت انتباهنا هنا الى كون الرغبات متعددة و متناقضة نضرا لتعدد موضوعاتها وغايتنا منها غير ان اعظم درجة من السعادة هي التي تأتي من شخص نرى فيه كمالات نفتقدها و أشياء لا نراها في شخص اخر فنشعر بالميل نحوه معتقدين انه ذاتنا الأخرى التي بامتلاكها نكون قد امتلكنا الخير الاعظم هذه الرغبة المتولدة عن تلك السعادة و الابتهاج هي عاطفة الحب.
احمد ابن مسكوية :  ينتقد هذا الفيلسوف المسلم التصور الابيقوري الحسي الذي يحصر سعادة الانسان في اللذة البدنية لان الحواس و العقل الذي يميز الانسان لم توجد للسمو بالإنسان عن الحيوانات و ليس لجعله مثلها فالسعادة المستخلصة من اللذات الحسية تجعل النفس الشريفة عبدا خادما للنفس الشهوانية  ما يجعل الفرق منعدما طالب اللذة البدنية و بين الحيوانات على هذا الأساس يكرم ابن مسكوية النفس الشريفة و سعيها نحو السعادة الحقيقية التي تمكن من الترفع عن البهيمية الحيوانية و مقاومة لذاتها البدنية من خلال التمسك بمكارم الاخلاق لتحرير العقل ليبلغ السعادة العقلية.
         تركيب:
 نستخلص من دراستنا ومناقشتنا من خلال المواقف السابقة بخصوص مشكلة العلاقة بين السعادة و الرغبة ان من ربط السعادة في حدود الجسم و لذاته البدينة{ابيقور}و هناك من ربط السعادة بالرغبات و عدد "السعادات" المحصلة بتعدد المواضيع و درجاتها من البدنية الى النفسية في حين شدد البعض على ضرورة تجاوز لذات الجسد و اهواءه و التمسك بالأخلاق لدفع العقل للوصول الى السعادة الحقيقية و على العموم ما دام الانسان كائننا مركب و متعدد الروافد و المظاهر بين العقل و الجسد, النفس و الثقافة فالسعادة بوصفها غاية الانسان لا تستغني عن احد جوانبه الأساسية.

0 commentaires:

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets

 
X-Steel - Alternate Select